كيف تكون الصحة النفسية أساس للصحة الجسدية - عوامل ظهور واختفاء الأمراض
كيف تكون الصحة النفسية أساس للصحة الجسدية - عوامل ظهور واختفاء الأمراض
الصحة النفسية هي أساس مهم جداً لصحة جسدك وجمالك. ولأن هذا الشيء معنوي وغير مقاس كثير من الناس تتجاهله بينما هو حقيقة. الشخص الأكثر سعادة وراحة بال هو الأكثر صحة وجمال. إذا كنت تبحث عن كيف يصبح شكلك أصغر سناً وأكثر حياه فهذا الموضوع لك.
وتذكر أنك لست مجبور لتقتنع بفكرتي لكني اطلب منك التفكر فيها ومطابقتها على حياتك أو البحث عن هذا الموضوع بنفسك واستنتج افكارك وقناعاتك الخاصة بك.
الجمال هو نتيجة لعادات وممارسات صحية جيدة. وتخيل أن للجمال هرم مثل الهرم الغذائي اللي كلنا درسناه بالمدرسة وقاعدة هذا الهرم هو الصحة النفسية ورأس الهرم هو المستحضرات الخارجية اللي نطبقها على البشرة والشعر. يعني ما نقدر نستفيد ١٠٠٪ من هذه المستحضرات والأمور الخارجية السطحية إلا إذا حققنا قاعدة الهرم.
أمثلة على ارتباط الصحة النفسية بصحة الجسد وجمال المظهر الخارجي
اكيد بيوم من الأيام رأيت شخص وطوال عمرك تفتكر أو تفتكري أنه بعمر معين ولكن تتفاجئي أنه عمره أكبر من توقعاتك مثلاً توقعتي أنه بالأربعينات ثم اكتشفتي أنه بالخمسينات أو الستينات، هو بالضبط كذا. كثير مننا يعرف أشخاص أكلهم غير متوازن وصحتهم جيدة ما شاءالله تبارك الله والسبب هو نفسيتهم جيدة.عمرك شفت شخص يأكل نفس أكلك تقريباً ونمط حياته عادي مثل باقي الناس لكن صحته وبشرته ممتازة وحتى شعره كثيف؟ صحيح الجانب الوراثي يلعب دور ولكن بعد بحثي وجدت أنه الجانب الوراثي يمثل نسبة بسيطة "حوالي ١٥٪" وأن الجين يمكنك التحكم فيه والخيار بيدك.
الأفكار والمشاعر والأكل الصحي
أولاً احبه انبه إني لست طبيبة ولا مختصة إذا عندك مشكلة صحية أو نفسية استشر طبيبك. وما اكتبه هو مجموعة من الاستنتاجات بعد ما قرأت وبحثت وعشت وشفت وليس بالضرورة أن يكون حقيقة.
صحة الإنسان العامة بما فيها شكله الخارجي تتأثر بطريقة تفكيره ومشاعره أكثر من تأثرها بنوعية غذائه. نوعية الغذاء والطعام الصحي مهمة طبعاً ولكن الأساس والأصل هو الأفكار والمشاعر. ولكن الإنسان لا يستطيع أن يضمن أن يكون طوال الوقت بمشاعر وأفكار جيدة لأنه كلنا نتعرض لضغوطات خارجية وبعضنا للآن ما طور مهارات نفسية للتعامل مع هذه الضغوطات. لذلك الطعام ايضاً مهم لتحقيق أكبر قدر ممكن من التوازن الجسدي والنفسي. وارجو أن تطلعي على هذا الموضوع عن حموضة وقلوية الدم اضغطي هنا.
ماذا اعني بالضغوطات النفسية
أي توتر داخلي ومشاعر سلبية ولخبطة داخل الإنسان. مثل الخوف والغضب وتأنيب الضمير. والكراهية والحسد والحقد والقلق وكل إنسان ابصر بما في داخله.ماذا يحدث للجسم عند تعرضه للضغوطات النفسية
1- تتغير قلوية الدم ويصبح الدم حمضي كما ذكرت في تدوينة سابقة شرحت فيها حموضة وقلوية الدم. وهذا يعني أن الجسم يسحب الكالسيوم من العظام والأسنان لإعادة الدم لحالته الصحية وهي القلوية. وبعد تعديل قلوية الدم، فإن الفائض من الكالسيوم إذا خرج من العظام والأسنان لا يستطيع العودة مرة أخرى لها ولكن يترسب في الكبد والمرارة أو في الكلى فيكون حصوات، أو يترسب في الشعر فيتكون الشيب بشكل أسرع وفي عمر مبكر. وكلما تكرر الضغط النفسي كلما تسبب في حدوث هذه العملية مرات متعددة وهذا يؤدي لهشاشة العظام ومشاكل الأسنان وانخفاض مناعة الجسم وأشياء اخرى كثيرة ذكرتها بالتفصيل في موضوع خاص عن حموضة وقلوية الدم.
2- تُستهلك معادن وفيتامينات الجسم خاصة الكالسيوم والزنك وفيتامين A و E و C. ثم بعد فترة يصبح هناك خلل في مستويات المعادن والفيتامينات في الجسم بمعنى أن تزيد مستويات بعض المعادن عن المستوى الطبيعي وتقل مستويات بعض المعادن عن المعدل الطبيعي. وهذا يؤدي لظهور أمراض معينة مثل فقر الدم ، خمول الغدة الدرقية ، ارتفاع ضغط الدم أو ظهور بعض الأعراض المزعجة مثل تساقط الشعر، جفاف الجلد ، تشقق الشفاه ، الاكزيما. أو يؤدي لظهور مشاكل نفسية مثل الاكتئاب أو القلق أو الوسوسة. وعندما تتأثر الصحة النفسية قد يؤدي ذلك لظهور أمراض جسدية وبالتالي يتأثر المظهر الخارجي سلباً. وهكذا يستمر الأمر مثل الحلقة.
3- الضغوطات النفسية ترهق الجسم وتعيق عمليات البناء والتجديد.
هناك نظامين مهمين يعملان في الجسم.
النظام الأول نظام البناء والتجديد وهو نظام يبني ويجدد كل الخلايا ويحافظ على مناعتك.
النظام الثاني نظام الحماية وهو نظام طوارئ لحمايتك حتى تعيش. كل عمله هو وضع الجسم لحالة التأهب للخطر مثلاً توسُع حدقة العين وتسارع ضربات القلب وتدفق الدم. ويعمل وقت وجود خطر يهدد حياة الإنسان سواء كان هذا الخطر حقيقي مثل وجود أسد أو كان هذا الخطر موجود في عقل الإنسان مثل خوفه من مرض معين أو شيء معين يحتمل حدوثه. ويعمل نظام الحماية أثناء الضغوطات النفسية بمختلف أنواعها وليس الخوف فقط.
اذا اشتغل النظام الاول يتوقف الثاني والعكس. بمعنى إذا كنت تعيش توتر وضغط نفسي لأيام فإن هذا يعني استمرار عمل نظام الحماية والطوارئ وتوقف نظام البناء والتجديد يعني توقف بناء وتجديد الخلايا مما قد يسبب مشاكل صحية وخلل في عمل الجسم مثل نقص أحماض المعدة ومشاكل في الهضم والأمعاء والقولون وكل ذلك يؤدي بالنهاية لمشاكل مثل سوء الامتصاص وأمراض مناعية وكلها تنعكس على الشعر والبشرة، ومع مرور الوقت يؤدي لأمراض مزمنة أو أمراض اكثر خطورة.
طبعاً فيه شرح علمي على هذه المسألة يتعلق بالخلايا ومكوناتها وكيف يحدث بالضبط، لكن حبيت فقط أن ابسط الفكرة.
ما هي العوامل التي تؤدي الى ظهور واختفاء الامراض
١- المشاعر
مهم أن تكون مشاعرك جيدة اغلب الأوقات ولكن لا يعني هذا أن تتصنع السعادة والإيجابية وتكبت وتقاوم المشاعر السلبية لأن كبتها ومقاومتها فيه خطورة. واكيد أن تكون مشاعرك جيدة اغلب الوقت ليس امراً سهلاً ولا يحدث بيوم وليلة.
قد تكون أول خطوة هي فهم مشاعرك والاعتراف بها ثم التحرر منها، مثل التحرر من أحزان وصدمات الماضي والطفولة ومخاوفك اتجاه المستقبل. كن واعي لمسألة المشاعر واعطيها نصيب من وقتك لتفهمها وتتعلم إدراتها. وربما أكتب لاحقاً عن بعض التقنيات اللي استخدمتها وساعدتني. وهناك الكثير من الكورسات والدورات والكتب التي تساعدك في هذا الجانب، استثمر في نفسك لتطوير ذكاءك العاطفي فهو من اقوى المهارات بدون مبالغة. لو تأكل أكل صحي ١٠٠٪ ومشاعرك أغلب الوقت سلبية فكأنك ما سويت شىء لذلك خلك ذكي واعرف من أين تبدأ.
٢- البيئة المحيطة
مدى صحة المكان حولك من ناحية نظافته من الملوثات البيئية والطاقية. مثلا ما تعيش بمنزل فوقه برج شبكات أو بجوار مصنع. وأن يكون الجو العام في المنزل هادئ مو كل يوم مضاربات ومشاكل. لا يوجد مدخنين حولك. لا تتعرض للإشعاعات أو الموجات الكهرومغناطيسية بكثرة.
٣- الأفكار والمعتقدات
أفكارك وقناعاتك التي كونتها بنفسك أو تعلمتها من الآخرين بوعيك أو بدون وعيك؛ عن صحتك وجسدك وعن الأمراض والشيخوخة. فالشخص الذي يعتقد أنه خلاص قد كبُر ، فإنه بمجرد أن يصل لسن الأربعين قد تبدأ تظهر عليه مشاكل صحية مثل آلام المفاصل وتعب وارهاق. لأن هذه المشاكل في عقله الباطن هي مرتبطه بالتقدم بالعمر. وسأكتب بإذن الله موضوع خاص عن بعض الأفكار والقناعات الخاطئة التي يؤمن بها الناس.
٤- الرضا والقبول
القبول عكس الرفض ويعني عدم المقاومة، فمقاومة ورفض وضعك الحالي يولد مشاعر سلبية كالغضب والحزن والضيق والتأنيب وهذه المشاعر لا تخدمنا بأي شكل. لذلك من الضروري قبول وضعك الحالي اياً كان. وايجاد ما تمتن له يومياً وتعويد نفسك على رؤية الجزء الممتليء من الكوب. رؤيتك للأشياء الجميلة والإيجابية لا يرفع مشاعرك وحسب بل قد يزيد من النعم الموجودة لديك. (ولئن شكرتم لازيدنكم). وقد يتعدى ذلك ويسمح لعقلك وتفكيرك أنه يبدأ يرى الحكمة في كل الأمور، حتى في الأمور اللي ظاهرها ما تكون في صالحك.
٥- الروحانيات
افعل كل ما يزيد روحانيتك ولو كان الجلوس بالطبيعة أو النظر للسماء والنجوم. وحاول أن تكون صلاتك بخشوع حقيقي وليست مجرد حركات وواجب تؤديه مفرغ من المعنى والشعور. التأمل كذلك ممكن يعزز الجانب الروحاني. كل إنسان عنده طرق يعرفها تزيد روحانيته واتصاله بالخالق، اهتم بها واعطيها نصيباً من وقتك.
٦- الأكل الصحي ذو التأثير القلوي
الابتعاد عن السكر الأبيض قدر الإمكان ولو بالتدريج ثم تقطعه نهائياً واوعدك أنه تبدأ مناعتك تتحسن حتى الانفلونزا والبرد تكون خفيفة عليك وتقل الالتهابات في جسمك وتقل مشاكل الأسنان. ابتعد عن المعلبات مثل المايونيز والمشروبات الغازية. حاول تتناول خضروات يومياً. اذا كان عندك مشكلة صحية أو مرض أو تعب اعمل تحليل لمعادنك. وثقف نفسك في هذا المجال ، شخصياً اتابع الدكتور كريم علي في قناة فكر تاني على اليوتيوب.
ليش اقول الأكل الصحي مهم لأنه احنا ما نضمن أنه نكون بمشاعر عالية وحلوة وايجابية طوال الوقت. ومثل ما ذكرت بتدوينتي عن حموضة وقلوية الدم اللي انصحكم تقرأوها هنا، ذكرت إن الشعور السلبي يحول الدم حمضي وهذا غير صحي فضروري أنه نحرص على الأكل القلوي والصحي لأنه كفيل إنه يساعدنا أنه نرجع الدم بسرعة للقلوية في حال فقدنا التحكم على مشاعرنا.
وهذا الفيديو يدعم كلامي وفيه معلومات أكثر من قناة فكر تاني للدكتور كريم علي
وبالنهاية لازم تعرف أنه الجمال هو نتيجة للهدوء والاستقرار النفسي الداخلي لذلك العمل على تحسين جودة مشاعرك هو خطوة قوية وذكية لصحة أفضل ومظهر اجمل واكثر جاذبية، ولا ننسى أيضاً الأكل المتوازن. ولحسن الحظ أنت دائماً تمتلك الخيار في تغيير نمط حياتك وتذكر أن جسدك قابل للتشافي تماماً مهما كانت أمراضه ومشاكله إذا بدأت صح وهيئت له البيئة المناسبة. وصحيح في عمليات تجميلية تساعد في الجمال وظهور الملامح بشكل أصغر وربما اكتب عن هذا لاحقاً لكن حتى هذه اللحظة اهتموا بالنقاط اللي ذكرتها لأنها ممكن تفرق معكم.